لقناة الثانية فى التليفزيون الإسرائيلى أذاعت نشرة ساخرة تعتمد على الرسوم المتحركة. البرنامج الإسرائيلى الذى يعرف بـ«نشرة أخبار خربشة». وتعتمد النشرة على تقديم الأخبار الراهنة بأسلوب ساخر، وتحويل الشخصيات السياسية الإسرائيلية إلى رسوم متحركة تثير ضحك وسخرية المشاهد..
وتصل مدة الحلقة التى تناولت الرئيس مبارك إلى دقيقة و٢٢ ثانية، من خلال ٣ مشاهد. تبدأ على خلفية آخر تصريحات المتطرف أفيجدور ليبرمان الذى تسبب فى أزمة دبلوماسية بالغة مع مصر نهاية أكتوبر الماضى، عندما هاجم ليبرمان الرئيس مبارك شخصيا، داخل قاعة الكنيست، بسبب امتناعه عن زيارة إسرائيل. وقال: «إذا أراد مبارك الحديث معنا فليأتى إلى هنا، وإذا لم يشأ فليذهب إلى الجحيم.
وفى أعقاب هذه التصريحات غير المقبولة، سارع الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريس، ورئيس الوزراء إيهود أولمرت بالاعتذار رسميا للرئيس مبارك، والتأكيد على أن هذه التصريحات لا تمثل وجهة نظر إسرائيل، غير أن ليبرمان رفض الاعتذار، وهاجم بيريس وأولمرت، وقال إن سلوكهما مع الرئيس مبارك، يشبه سلوك الزوجة التى يضربها زوجها يوميا، ثم تبادر هى بالاعتذار له.
هذه الواقعة هى محور المشهد الأول من النشرة التى بدأت بموسيقى نشرة أخبار الخامسة التى تعرض يوميا على القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى. وتظهر على الشاشة مذيعة النشرة يونيت ليفى لتقول: لم يقدم بيريس وأولمرت فقط اعتذارهما للرئيس مبارك هذا الأسبوع. لقد حصلنا على تسجيل لمكالمة تليفونية لم تنشر تفاصيلها بعد.
وتنتقل الحلقة إلى المشهد الثانى الذى يظهر خلاله ليبرمان «رسوم متحركة» وهو غاضبا. ويكيل السباب لبيريس وأولمرت قائلا: «هؤلاء الأوساخ، يبادرون، دائما، بالاعتذار على كلام فاضى. أنا أفيجدور ليبرمان سأعلمهم كيف تسير الأمور». ثم يضحك ضحكة شريرة، ويبدأ إدارة قرص الهاتف، لإجراء مكالمة تليفونية.
هنا تنقسم الشاشة إلى نصفين، ويظهر أنه يتحدث مع الرئيس مبارك. ويبدأ ليبرمان فى تقليد صوت الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريس بإتقان محاولا خداع الرئيس مبارك، وتدور بينهما المحادثة التالية:
ليبرمان: ألو، حسنى.
مبارك: أهلا شمعون.
ليبرمان: أنا أرغب فى الاعتذار مرة أخرى عن التصريحات التى قيلت. وانت عارف ليبرمان ده شخص مجنون، ودماغه مش سليمة.
ثم يكتم ليبرمان صوت سماعة التليفون بيده، ويدخل فى فاصل من الضحك الساخر، معتقدا أنه نجح فى خداع الرئيس مبارك، وتقليد صوت بيريس. أما الرئيس مبارك الذى يميز ضحكات ليبرمان الآتية من الطرف الآخر، فينتظر ثلاث ثوان قبل أن يكتشف الخدعة، ويرد الصاع صاعين إلى ليبرمان، قائلا: انت تتحدث عن ليبرمان.. ده ليبرمان بالذات، شخص كويس جدا.
جملة الرئيس مبارك تسببت فى ارتباك ليبرمان الذى يتلعثم، ويحاول الحفاظ على محاكاة صوت بيريس.. ويتساءل كيف ذلك؟ كيف ذلك؟
فيرد الرئيس مبارك: لقد فكرت فيما قاله ليبرمان. واكتشفت أنه على حق. أنا فعلا، لازم، أزور إسرائيل. ثم يغلق الرئيس مبارك السماعة مسرعا فى وجه ليبرمان، تاركا الأخير مصدوما وحائرا فى مغزى الكلام الذى سمعه.
ينتقل الفيلم للمشهد الثالث الذى يدور فى قصر العروبة بالقاهرة. ويظهر فيه الرئيس مبارك خالعا حذاءه، بينما يجلس رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت القرفصاء، ويدلك قدم الرئيس مبارك حتى يرضى. ويقف بيريس مبتسما ابتسامة بلهاء، وهو ينظف أظافر الرئيس المصرى بمبرد أظافر.
ويخاطبهما الرئيس مبارك ساخرا من حماقة الإسرائيليين: ليبرمان ده فاكر نفسه، يقدر يخدعنى؟.. فليذهب هو إلى الجحيم. ثم يغرق الثلاثة فى فاصل من الضحك الصاخب، بينما يخبط الرئيس المصرى كفه بكف الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز تعبيرا عن سعادتهما بخداع المتطرف ليبرمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق